شاطئ الناعمة بات مزاراً لأهالي الضحايا (أنور عمرو - أ ف ب)خاص بالموقع -
في اليوم الرابع عشر على سقوط الطائرة الإثيوبية في البحر بعد دقائق قليلة
على إقلاعها من مطار بيروت الدولي في طقس عاصف، انتُشل اليوم الصندوق
الاسود الذي يؤمل أن يكشف سبب الكارثة التي قضى فيها تسعون شخصاً. كذلك
عثر اليوم على 8 جثث في المنطقة التي وجد فيها الصندوق الاسود ووجدت فيها
كذلك قمرة القيادة والقسم الخلفي للطائرة، على عمق 45 متراً قبالة بلدة
الناعمة (جنوبي بيروت).
وجاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني أنه تمّ انتشال ثماني جثث إضافية
بينها واحدة غير مكتملة، ما يرفع العدد الإجمالي للجثث التي انتُشلت منذ
سقوط الطائرة حتى اليوم الى 23.
وأعلنت قيادة الجيش ايضاً انتشال الصندوق الاسود للطائرة الاثيوبية التي
كانت متوجهة الى أديس أبابا فجر 25 كانون الثاني/ يناير. ونُقل الى قاعدة
بيروت البحرية لتسليمه الى لجنة التحقيق.
من جهته أوضح وزير الاشغال والنقل اللبناني غازي العريضي أن الصندوق الذي
انتُشل هو «صندوق الداتا الذي يتضمن كل المعلومات التقنية عن اجهزة
الطائرة» ووصفه بأنه الصندوق «الأهم». ويستمر البحث عن الصندوق الآخر الذي
يتضمّن تسجيلات أحاديث قمرة القيادة.
وأشار العريضي الى أن الصندوق الاسود الذي انتُشل «سيرسل مع لجنة التحقيق الى فرنسا لتحليل معلوماته».
وكان وزير الاشغال والنقل قد أوضح في وقت سابق أن «الآلية الدولية المتبعة
هي أن يتسلم مكتب التحقيق الفرنسي الصندوق الاسود وينقله الى باريس حيث
يفك شيفرته ويحلّلها ويضع تقريراً يُسلم الى لبنان وإثيوبيا والشركة
المصنّعة». وتضم لجنة التحقيق التي ألفها لبنان ممثلين عن مكتب التحقيق
الفرنسي إضافة الى خبراء لبنانيين وإثيوبيين ومن المجلس الوطني لسلامة
النقل في الولايات المتحدة.
وقضى في الطائرة تسعون راكباً، بينهم 54 لبنانياً. وسبق أن انتشلت 15 جثة
تعود الى تسعة لبنانيين وعراقي واحد تم التعرف الى هوياتهم. كما تم التعرف
الى هوية ثلاث من جثث خمسة اثيوبيين.
وكان العريضي قد أعلن صباح اليوم أنه «عُثر على قمرة القيادة وهي خالية من
الجثث» وذلك في المنطقة نفسها التي عثر فيها السبت على الجزء الخلفي
للطائرة لافتاً الى ضرورة تصوير كيفية تموضع حطام الطائرة بدقة قبل البدء
بانتشاله لأن ذلك ضروري للجنة التحقيق.
وكانت قيادة الجيش قد أعلنت في بيان قبل ذلك «انتشال الجناحين الخلفيين
للطائرة ولم يتبيّن وجود الصندوق الاسود في داخلهما»، مشيرة الى أن
العملية تمت «نتيجة للجهود المشتركة التي قامت بها القوات البحرية
اللبنانية وفوج مغاوير البحر بالتعاون مع فريق العمل الفرنسي والسفينة
«أوشن أليرت» والبارجة الاميركية «يو اس اس درابل»».
وجمعت خلال الايام الماضية أجزاء صغيرة عديدة من الطائرة وأمتعة للركاب
كانت طافية على سطح البحر قبالة بيروت. وقد عثر على قطعتين من الطائرة
أمام الساحل السوري.
وأكد لبنان وإثيوبيا في وقت سابق أن تحطم الطائرة لم ينجم عن عمل إرهابي.