حيااااااااااااااااااتك قصه نجاااااااااااااااااااااح

نسمع ونقرأ دائماً قصص نجاح الآخرين ونتغنى بهم وبمسيرتهم في الحياة, حيث استطاعوا وبعد جهد جَهيد أن يحققوا أحلامهم وأن يصعدوا القمة ويسجلوا أسماءهم بماءِ الذهب في سِجلِّ التاريخ, ولكن لماذا لا نفكر بأنْ نجعل من أنفسنا قصةَ نجاح أخرى, وأن نكون في القمة بدل القاعِ وأن نفعل شيئاً في حياتنا يدفع بالآخرين إلى أن يقولوا بعد ذلك "مرّ فارسُ الكون وهذا الأثر".

سئل أحد أصحاب المليارات عن ثروته وكيف أصبح في سنوات معدودة أحد أكبر تجار بلاده, فأجاب: بخطوتين فقط استطاع أن يحقق أحلامه، ويكتبَ قصة نجاحاته لتكون درساً لجميع الناس, حيث كانت الخطوة الأولى بقراره النهائي, وأن يصبح مليونيراً وصاحبَ أعمال, والخطوة الثانية: بمحاولته أن يكون كذلك وسعيه بكل جهد إلى أن يحقق أحلامه ويختبر قدراته, وهذا ما حدث.. وكما يقال "إذا لم تستطع الفوزَ، فاجعل مَن يسبقك يحطِّم الرقم القياسي".
نستطيع أن نجعل من حياتنا قصةَ نجاحٍ، ولكن بشرط أن نحاول بكل طاقتنا لنكون كذلك, وألّا نكتفي بالأقوال, ونرسمَ المخططات ونكتب الآلاف من الكلمات والعبارات حتى نجمع أطنانَ الورقِ من أفكارنا ومخططاتنا دون أن نتحرك, وأن نحقق شيئاً يذكر, ونكونَ كصاحب اللَّبَن الذي حمل وعاءه يوماً وفكر في العائد الذي سيرجع له من خلال بيعه, وكيف سيستثمر المال بعد ذلك ليحقق أرباحاً طائلة ويشتري.. ويشتري.. إلى أن اصطدم بالشجرة وسقط منه الوعاءُ دون أن يبيع اللبن, ودون أن يستفيد منه، فسقط اللبن وسقطت معه كل أحلامه وأمانيه.
قصة نجاحنا يمكن أن نحققها إذا أردنا وقررنا أن نترجمها إلى أرض الواقع, ولكن من الخطأ أن نقفز إلى الأعلى ونرغب في أن نكون في القمة بقفزة واحدة دون أي عناء, وهذا مستحيل إلا في الخيال, ولهذا نحتاج إلى واقعٍ مدروس ومسْتقبَل مأمول وخطوات جريئة, من خلالها نستطيع أن نرسم مستقبلنا وأن نكون متميزين عن غيرنا, فدائماً طريقُ الألف ميل يبدأ بخطوة, والتميز في أن تكون خطواتك مدروسة ذوواقعية ومفروشة بطموح عالٍ ورغبة جامحة في أن تكون مختلفاً عن الآخرين, وتذكر تلك المقولة "قد يشكُّ الناس فيما تقولُ، ولكن حتماً سيؤْمِنون بما تفعل وبما تنجز".
أحد الأصدقاء شغل نفسه بأحلامه وطموحاته وترفَّع عن الوظائف الصغيرة والأعمال البسيطة، ورسم لنفسه كثيراً من الأحلام، وظن أنه بذلك سيكون شخصاً لامعاً وسيكون مختلفاً عن الآخرين, ورفض أيَّ مساومة على أعماله وأفكاره, واعْتقدَ أنه أكبر من الجميع بطموحاته وأفكاره, ووجد نفسه في نهاية المطاف بلا مال ولا وظيفة, ويرفض الجميعُ العمل معه لعناده وإصراره على رأيه, حتى اليوم يعتقد ذلك الصديق أن العيب ليس فيه بل العيبُ في الناس, وأن جميع مَن حوله أصغرُ منه شأناً وأقلُّ من أن يكونوا مثله, ومن المستحيل أن يفهموه, ونسي أنه لن يبلغ المجدَ حتى يلعق الصبر.
طريق المجد ودرب الناجحين ليس مفروشاً بالورود كما يظنه كثيرون, بل هو طريق مليء بالحواجز والعراقيل, ويصادفك كثير من الأعداء والمنافسين، لأنه لو كان طريقاً سهلاً وجميلاً ومريحاً لأصبح العالم كله عالمَ الناجحين وعالمَ المبدعين, ولَوَجدنا أن الجميع في نفس المستوى ولا فرق بينهم، ولن يكون هناك ناجحون ولا متميزون وهذا مُحال.قصة نجاحي هي لوحة من الفن أرسمها بنفسي وأستفيد من خبراتي وإمكانياتي لأضع الألوان في مكانها المناسب، وأن أرسم في مخيلتي اللوحة الرائعة قبل أن أنفذها على أرض الواقع, وهذا هو طموحي، وأطمح إلى أن يكون لدي الأدواتُ التي من خلالها أستطيع أن أقول للعالم.. إن لوحتي موجودةٌ، وأداة الناجحين هي مهاراتهم وعلومهم, وبعد ذلك لن يكون هناك لوحةٌ جميلة إذا لم أبدأ بأُولى خطواتي، وأن أبادر إلى صف الألوان والأشكال بكل نظام وبشكل مدروس، لأجعل من نفسي لوحةً فنية يتغنى بها العالم, وأتذكر تلك المقولة الرائعة لليس براون "انطلق نحو القمر، فإنك وإن أخطأته ستهبط بين النجوم".
_________________
لاتتحدى من لايملك شئ يخسره
مادامت هناك حياه فهناك امل
ابتسانه المهزوم__ تنسى الفائز لذه النصر