موضوع: لا تتركوني وحدي !! الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:52 pm
لا تتركوني وحدي
كل باك فسيبكي *** وكل ناع فسينعى وكل فخور سيفنى *** وكل مذكور سينسى ليس غير الله يبقى *** من علا فالله أعلى
يعيش المرء في الدنيا ناسياً متناسياً بأن وقته قد ينتهي في هذه الحياة في أي لحظه. فحين يموت المرء ينتقل من هذه الحياة الفانية " الدنيا " إلى بداية الحياة الأخروية في القبر وهي " البرزخ " وكلنا شاربون كأس الموت لقول الله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } [الرحمن :26-27] وقوله جل جلاله: { كل نفس ذائقة الموت} [آل عمران:185] فلا منجى من الموت ولا مهرب.
تخيل البرزخ الذي هو الحاجز بين الدنيا والآخره، ينعم فيه المؤمن ويعذب فيها الكافر والعاصي والظالم المنافق ويتمنى ساعتها أن يرجع للحياة الدنيا تارة كي يعبد الله حق عبادته ولكن هيهات، كما قال الله تعالى: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } [المؤمنون:99-100].
الموت قادم
يموت الصالح والطالح يموت الفقير والغنى يموت الكبير والصغير يموت التقى والغافل تخيل سيدى أن ملك الموت يطرق بابك هل يمهلك وقت لتصلح حالك محااااااااااااااااااااااال
هكذا أصبحت الحياة عند البشر (عمل ونوم وملابس وخروج وزيارات ) واااااآسفاه على أنفسنا ماذا حدث لنا ما هذا اللهو الذى نحن فيه هناك أمر جلل وعظيم يجب الإنتباه عليه إنها مصيبة حقا مصيبة سوف تأتي على كل بنى آدم أنا وأنت وكل إنسان
عندما يدق ملك الموت بابك ماذا ستفعل؟؟؟ أتفتح له الباب أم سيبقى واقفا ينتظرك كي تفتح له وتستقبله؟؟ ألا تعلم أنه عندما يأتي ملك الموت سوف ينتهي عملك و عمرك وتغلق صحائف أعمالك؟؟؟ ألا تعلم أن بكائك و كلماتك و صرخاتك و توسلك إليه لا ينفع وكذلك لا يقبل منك هدية أو شيء من هذه الدنيا لأنه لا تساوي له شيء؟؟؟ ألا تعلم أنه سيكون أخر زائر يدق بابك ويسأل عنك ويتذكرك؟؟ مهما طال الزمن أو قصر مهما دارت بك الدنيا فسوف يأتي إليك أينما كنت في مكان بعيد محصن بالبروج العالية و الحرس هذا كله لا يهمه وإنما سيأتي إليك ليزورك ويصفي الحسابات التي بينكم ودون أن يراه أحد...زائرك هذا لا يحتاج أن يستأذن منك أو حتى يحجز عندك موعد لكي تقابله وإنما سيأتي و أنت في غفلة مريض ..مسافر .. فقير..غني الموت.. القبر.. الموت.. القبر استعدوا للقاءه فهو قادم في وقت غير معلوم
القبر .. اللحد .. الحفرة الظلماء .. الديدان .. التمرغ في الثرى .. الوحدة ..
[center]لو تفكرنا واعتبرنا في هذا المكان الموحش لما هنئنا في الدنيا وسعدنا بالعيش فيها !
وتذكر بأنك سوف توضع في حفرة مظلمة ضيقة وأهلك وأولادك وأقاربك كلهم سوف ينزلون على وجهك التراب وأنت في الدنيا كنت لا تجعل أحد يخدش أو يحثو عليك التراب لكن هناك لن تستطيع أن توقفهم ومن تلك اللحظة تبدأ حياتك الاخرة حياتك الاخرة
أين الجبارون وأين ما قصدوا، أين أرباب المعاصي وعلى ماذا وردوا، أما جنوا ثمرات ما جنوا وحصدوا، أما قدموا على أعمالهم في مآلهم ووفدوا، أما خلوا في ظلمات القبور بكوا والله وانفردوا، أما ذلوا وقلوا بعدما عتوا وتمردوا، أما حل الموت فحل عقد ما عقدوا، فعاينوا والله ما قدموا ووجدوا، فمنهم أقوام شقوا وأقوام سعدوا. منهم من ضمه القبر ضمة حانية ومنهم من كسر عظامه منهم من فتح له روضة من رياض الجنه ومنهم من فتح له حفرة من حفر النار
فيا غافلا ويا راقدا قد أذن بالرحيل فالبدار البدار إلى دار الأبرار، بادر بالعمل قبل انقضاء الأجل، فلك في موت الأحباب والأصحاب لعبرة
سألت الدار تنبئني عن الأحباب ما فعلوا ** فقالت لي أناخ القوم أيام وقد رحلوا فقلت أين أطلبهم وأي منازل نزلوا ** فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما فعلوا أناس غرهم أمل فبادرهم به الأجل فنوا ** وبقي على الأيام ما قالوا وما عملوا
أخي ، أختي بالله عليك ...أصدقني ولو مرة واحدة ....هل فكرت يومًا في الوقوف بين يدي الله يوم القيامة ؟؟
آه ... آه ، كيف سيكون حالي ، آه ... آه ، بم أجيب ، آه ... آه ، على أي شيء سينته اللقاء .
نعم ..نعم لابد وأن تقف مع نفسك
نعم لابد وأن تقف مع نفسك فإن من توقف مع نفسه وقف على عيوبها ومن عرف العيوب سار إلى إصلاحها والإصلاح توبة ..ومن تاب غفر له ومن غفر له فيا بشراه بسلعة الرحمن الغالية التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فيها تجد الحور ، وتسكن القصور ، ولا يفارقك السرور ، تسكن الرضوان وتجاور العدنان ، وأحسن ما تُعطى رؤية وجه الرحمن ..فهلا توقفت
أخوانى وأخواتى هذا حال المصطفى صلى الله عليه وسلم والتابعين فكيف حالنا نحن
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة ، فقال : ( علامَ اجتمع هؤلاء ؟ ) قيل : على قبر يحفرونه ، قال : ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وقام من بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه .. قال البراء : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع .. قال فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه .. ثم أقبل علينا فقال : ( أي أخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا ).. ( لمثل هذا اليوم فأعدوا).
فهذا أويس القرني رحمه الله يخاطب أهل الكوفة قائلاً : يا أهل الكوفة.. توسدوا الموت إذا نمتم .. واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم . عباد الله .. إنَّ في ذكر الموت أعظم الأثر في .. إيقاظ النفوس .. وانتشالها من غفلتها .. فكان الموت أعظم المواعظ .. قيل لبعض الزهَّاد : ما أبلغ العظات ؟ .. قال : النظر إلى محلة الأموات ..
يقول اللبيدي : رأيت أبا اسحاق في حياته يُخرج ورقة يقرؤها دائماً .. فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوب فيها : أحسن عملك فقد دنا أجلك .. أحسن عملك فقد دنا أجلك ..
قال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني .. فقال : لست أول خليفة تموت .. قال : زدني .. قال : ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت .. وسيأتي دورك يا عمر .. وسيأتي دورك يا عمر .. فبكى عمر وخرَّ مغشياً عليه
قال سلمان الفارسي: ثلاث أعجبتني ثم أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملئ فيه وليس يدري أساخط عليه رب العالمين أم راض عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني: فراق محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه الأحبة، وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي لا أدري أفي الجنة يؤمر بي أو إلى النار. هذا حال الصحابه والتابعين فكيف حالنا نعيش كأننا نعيش أبدا أيها الموحدون إن الحياة الحقيقية في الآخرة ، فهلا قدمتم لها .. "يا ليتني قدمت لحياتي ."
فأوصيكم إخوتي و إخوتاه بالتوووووووووووبة إلى الله تعالى ، والعمل الصالح ، والدعوة إلى الخير ، ونصرة هذا الدين ، ونبي هذا الدين ..والله المستعان
و اليكم هذه الأبيات الوعظية
**** نراع لذكر الموت ساعة ذكره وتعترض الدنيا فتلهو ونلعب **** يسعى الفتى وخيول الموت تطلبه وإن نوى وقفة فالموت ما يقف **** نحن بنو الموت فما بالنا نخاف ما لا بد من شربه