قال د. زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن نواة الكشف عن
مقابر العمال بناة الأهرام هى الحادثة التى تعرضت لها إحدى السائحات عام
1990 عندما سقطت من فوق جوادها حين اصطدم بجدار من الطوب اللبن على بعد
حوالى عشرة أمتار فقط من جنوب شرق أبو الهول وجنوب حيط الغراب، وهى
الحادثة التى حركت المجلس للبدء في أعمال الحفر فى هذه المنطقة والتى بدأت
فى نفس العام، وما زال العمل بها مستمر، مضيفا أنه قام بدراسة موضوع مكان
مقابر العمال من الناحية الجنوبية للأهرامات وأبو الهول.
وعن اكتشافات البعثة الأثرية لمقابر بناة الأهرامات ومجموعة المقابر
والرفات المحيطة بها من الناحية الغربية، قال حواس إن هذه الاكتشافات
تعطينا فكرة واضحة عن الحياة الدينية للعمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم،
كما أنها كشفت عن أدلة تؤكد أن العائلات الكبيرة المنتشرة فى الصعيد
والدلتا كانت ترسل يومياً حوالى أحد عشر عجلاً وثلاثة وعشرين خروفاً
لإعاشة العمال الذين كانوا لا يدفعون الضرائب للدولة، وهذا يثبت أن الهرم
كان المشروع القومى لمصر كلها وأن الشعب كله كان يشترك فى بنائه، موضحا أن
عدد العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم الأكبر بالذات لا يزيد عن 10.000
عامل عكس ما قاله هيرودوت إن عدد العمال كان يصل إلى 100.000.
وعن مكان المقابر قال حواس، إنها تقع جنوب السور المعروف باسم حيط الغراب
وتبتعد عنه بحوالى 300 متر تقريباً، وتتألف من مستويين أطلق عليهما
الجبانة السفلى والجبانة العليا ويربط بينهما طريق صاعد منحدر من المقابر
العلوية نحو الجبانة السفلى، وتضم الجنابة عدة أنواع من المقابر منها
المقابر "المقبية"، ومقابر على شكل خلية النحل، والمقابر الهرمية الشكل،
والمقابر على طراز المصاطب، ومقابر بداخلها أبواب وهمية من الطوب اللبن،
ومقابر داخلها أبواب من الحجر الجيرى الخالى من النقوش.
وأكد حواس أننا لا يمكن علمياً أن نحدد تاريخ بناء الهرم لأن معلومة أن
الهرم كان يبنى فقط خلال شهور الفيضان هى معلومة خاطئة، خاصة أن نقل
الأحجار سواء من الجرانيت أو الحجر الجيرى أو البازلت الذى أستخدم فى بناء
الأهرامات كان ينقل خلال الفيضان وهى أحجار تأتى من خارج الهضبة أما
الأحجار التى بنى منها جسم الهرم كله فكانت تأتى من الهضبة نفسها حيث كشف
عن مكان المحاجر الخاصة بهرم الملك خوفو جنوب الهرم.